قسم تاريخ الشّرق الأوسط وأفريقيا
مدخل لدراسة الشّرق الأوسط
يركّز القسم على بحث التّاريخ الحديث للمنطقة التي نعيش فيها من خلال الإشارة لفترات سابقة وتغيّرات طويلة المدى واسعة النطاق مرّت به. وهو يشدّد على دراسة الإسلام والمجتمعات الناطقة بالعربية كعامل إقليميّ وعالميّ حاسم, وفي الوقت ذاته يوسّع النظر إلى مجموعة متنوّعة من الجوانب الأخرى في الشرق الأوسط, عرقيًا وثقافيًا (إيران وتركيا), وموضوعيا: الاقتصاد, السياسة, القومية, الطاقة والبيئة, العلاقات بين الشرق والغرب, العلاقات مع شرق آسيا وأفريقيا وغيرها وذلك من خلال التأكيد على الرّبط بين الأمور التاريخية والأمور المعاصرة, واكتساب اللغات ذات الصلة إلى جانب وسائل التفكير والتحليل والكتابة. فيمنح القسم طلابه فهمًا عميقًا وواسعًا لمنطقتنا وتعقيداتها, بل يفتح امامهم مجموعة من إمكانيات التطوّر الذّاتي في المستقبل.
لنفهم ما هو الشّرق الأوسط
ما هي صلة الدروز بالإسلام؟ ماذا يربط اردوغان بالامبراطورية العثمانية؟ كيف يؤثّر الاحتباس الحراري على التاريخ الإقليميّ؟ ما الذي يمكن ان نتعلّمه من أمّ كلثوم عن مكانة المرأة في مصر في القرن العشرين؟ ما الذي يحدث بالضبط في سوريا الآن وخلال العقد الماضي؟ كيف شيّدت القوارب البخارية والقطارات الشرق الأوسط الجديد؟ ما هي الأصوليّة في حركة الإخوان المسلمين؟ ما هي العلاقة بين الاقتصاد القرويّ والحركة الوطنية الفلسطينيّة؟ كيف ومتى تحوّل الشيعة من طائفة دينيّة إلى حركة سياسيّة؟ تُطرح أسئلة كهذه وغيرها كجزْء من المنهج الدراسيّ، ويتمّ فحصها من زوايا تاريخية وزوايا معاصرة مختلفة، بل نتعلّم من خلالها تاريخ المنطقة ونتعرّف على سُبل بحثها علميّا.
ألمجالات الأساسيّة في القسم
يعتني القسم بالمجالات الجغرافيّة-الثقافيّة الثلاثة التي تتعلّق بالشرق الأوسط: العالم العربي, إيران والشيعة والمنطقة الناطقة باللغة التركية, وبهذا يعكس القسم التنوع الذي يحتويه هذا الجزء من العالم. من ناحية مواضيع الدّراسة يقدّم القسم عددا متنوّعا من المساقات في مواضيع جوهريّة: السياسة والإيديولوجية, الثقافة, الدين والمجتمع والبيئة والاقتصاد. إنّ هذا الكمّ من المواضيع يمكّن الباحث من سلوك طرق متنوّعة في بحثه: البحث من خلال منظور متعدّد التخصّصات ومقارن أو من خلال التركيز على مجال معيّن ومحدّد. وبعد الانتهاء من دراسة الموادّ الأساسية يستطيع الطّالب أن يختار لنفسه برنامج دراسة ملائما لرغباته ولمجالات اهتمامه.
لنتكلّم عن الشّرق الأوسط بلغاته الخاصّة
إنّ القيمة الإضافيّة للقسم هي دراسة اللغات الرئيسية في الشرق الأوسط: العربية (الفصحى والمحكيّة) والفارسية والتركيّة. كما يقدّم القسم أيضا دورات في هذه اللغات بكل المستويات: بدْءًا بدورات للمبتدئين ونهاية بدورات للمختصّين تشمل قراءة نصوص أدبية بمستوى عالٍ.
إنّ المعرفة اللغوية هي مفتاح الوصول الفوري إلى الشرق الأوسط, الى شعوبه وثقافاتهم المتنوّعة. وهي تضيف أيضا رؤية خاصّة لفهم مواضيع الدّراسة وتحليل النّصوص العلميّة المطلوبة. إنّها وسيلة مستقبليّة هامّة من النّاحيتين الأكاديميّة والعمليّة.
لنعشْ تجربة الشرق الأوسط والإسلام
نحن نرى قسم تاريخ الشّرق الأوسط في جامعتنا مجتمعا أكاديميّا ينبض بالحياة ويشجّع حبّ الاستطلاع والمشاركة واكتساب الخبرة وليس مسارا لمجرّد الحصول على الدّرجة الاكاديميّة فحسب. لذلك, وإلى جانب الدراسات النظرية يقدّم القسم لطلّابه إمكانيّة اكتساب تجارب من جوانب مختلفة حول الشرق الأوسط بشكل غير مباشر بالإضافة الى برنامج الدّراسة الرّسميّ. إنّ بعض المساقات في منهج التعليم بالقسم تتضمّن ايضا جولات في البلاد وجولة في إحدى دول المنطقة (مرة كل سنتين) وبالإضافة إلى ذلك هناك برنامج إثراء يشمل مجموعة متنوعة من النّشاطات كالاشتراك في نادٍ للسينما وعقد لقاءات مع الموسيقيين والكتاب وإنشاء ورشات عمل للطبخ تعكس تقاليد الطهي في الشرق الأوسط.
الطّموحات
لا يتنازل القسم عن مستوى البحث العلميّ وجودة التدريس. فمعلّمو القسم هم من الرّوّاد في مجالاتهم العلميّة في البلاد والخارج. هم معروفون جيّدا في كلّ صرْح علمي في العالم كباحثين مرموقين متميّزين يتمتّعون بتألّق علميّ يشار له بالبنان. بل وينقلون هذا التميّز الى طلّابهم. نحن نعتقد أن الالتزام بالجودة الأكاديمية وبالمعايير المهنية هو أساس متين ليس فقط للدّراسات الأكاديمية فحسب بل لكلّ طريق يختارها الطلاب في نهاية دراساتهم. فإنَّ المهارات المكتَسبة خلال التعليم وتطبيقها بمستوى مهنيّ عالٍ تضع خريجي القسم في موضع مفضّل عند دخولهم لاسواق العمل.
الشّعور كأنك في البيت
إنّ الاعتقاد الذي يخيّم على مجريات الأمور في القسم هو أنّ كل طالب وطالبة هو عالَم متكامل قائم بذاته. فإلى جانب التشديد الصّارم على كل ما يتعلق بالبحث والتدريس, وإصرارنا على المبادئ المهنية والمتطلّبات الأكاديمية, فإنّنا نسعى جاهدين لتفهم وضع كل طالب ودفعِهِ إلى الأمام حتى يتمكّن من تكييف دراساته مع مهاراته وشخصيته واهتماماته الخاصّة به قدر الإمكان. إنّ القسم هو بيت داعم ومراعٍ للاحتياجات المختلفة للطلاب والطالبات وإنّ أبواب مكاتب المحاضرين وسكرتارية القسم مفتوحة دائما للجميع وذلك إدراكا منهم أن التّحصيل الأكاديمي وتجربة التعلّم يكونا أفضل عندما يشعر الطلاب بأنهم في أماكن دافئة, في منازلهم.
إمكانيّات العمل
جهّز قسم تاريخ الشرق الأوسط وإفريقيا في جامعة تل ابيب على مدى عقود العديدَ من أفضل الخبراء في هذا المجال وحصل خرّيجو القسم على وظائف مرموقة في كافّة الوزارات وسائر المكاتب الحكوميّة وغير الحكوميّة, في وزارة الخارجيّة والسلك الدبلوماسي والمنظمات المتنوّعة, في قطاع الأعمال ومعاهد الابحاث والإعلام وجهاز التعليم والمؤسسات الأكاديمية في إسرائيل والعالم. في عام 2020 سيتمّ افتتاح برنامجا جديدا, مدّته أربع سنوات, يتيح للطلاب الجمع بين دراستهم في القسم والحصول على شهادة التدريس.