حول مركز مينارفا للعلوم الانسانية
مركز مينارفا للآداب يدعم البحث متعدد المواضيع في العلوم الانسانية. المركز يقيم مجموعات بحثية للتفكير والنقاشات الفكرية والتي تقوم بجمع باحثين وباحثات من خلفيات قومية، ثقافية واهتمامات بحثية متنوعة. يسعى المركز نحو تأسيس مجموعة من طالبات وطلاب البحث ومن الباحثات والباحثين الشباب والمتقدمين أيضا. يقوم المركز كذلك بتطوير تعاون مع مؤسسات أكاديمية ومع باحثين وباحثات رواد من جميع انحاء العالم، ويعمل على كشف الابحاث التي تكتب في اسرائيل للجمهور الواسع في العالم. يدعم المركز برامج أبحاث تعنى بالعلاقات المتبادلة التاريخية والحالية بين المعرفة، الثقافة والسياسة، وفي تطوير طرق تعليم وكتابة جديدة والتي تترجم الاهتمام النظري بهذه القضايا الى عمل أكاديمي.
باحثو المركز واعون للتحديات الفريدة التي تفرضها هذه الحقبة، وللظروف الحالية لانتاج وتنظيم المعرفة في مجال العلوم الانسانية. المركز يعمل من أجل توسيع جمهور الهدف للعلوم الانسانية ومن أجل تقوية تأثيره الجماهيري بواسطة الاستفادة من الفكر النقدي.
مركز مينيرفا للآداب بدأ عمله في تشرين أول/ أكتوبر 2009 مع الحصول على منحة من صندوق مينرفا الألماني. مع افتتاح المركز بدأت بالعمل ثلاثة برامج بحثية. برنامج "المعرفة بالتنقل"، بقيادة بروفيسور رفكا فلدحاي، تبحث من جديد الإرث الفكري لبدايات العصر الحديث في أوروبا والشرق الأوسط كثمرة لتنقل المثقفين، الأفكار، المخطوطات، الأجهزة والمعرفة اللغوية. مشروع "المعجم للنظرية السياسية: موسوعة طور النشوء" بقيادة بروفسور عدي أوفير، يبادر الى كتابة وتجميع مقالات معجمية حول مصطلحات تقليدية، مستعارة ومخلّقة، والتي لها تماس بالموضوع السياسي. البرنامج البحثي: نعيش معاً: تفكير متجدد حول المجموعة السكانية، المواطنة والمشاركة السياسية، بقيادة د. رائف زريق، اثراء التعامل مع طرق الانتظام، الانتماء والمواطنة السياسية. المشروع يرتكز على مصادر إسلامية، مسيحية ويهودية – ما قبل حداثية، حداثية وحالية – بمحاولة لتوسيع زوايا النظر الناتجة عن الخلافات بين اللبرالية وبين منتقديها الحاليين.
***
"المعرفة بالتنقل"
مفهوم المعرفة بالتنقل مبني على الايمان بالوظيفة الضرورية التي تقوم بها وسائل الاعلام، الترجمة، لقاءات عابرة للثقافات والترويج، في كل ما يتعلق ببناء المعرفة. أكثر من ذلك، مفهوم المجموعة يفترض ان الأفكار ليست "من دون جسد" وهي لا تتواجد في فضاء مجرد. الأفكار متواجدة ضمن نصوص، وضمن أجسام، ضمن رسومات، أدوات، معادلات وتجسيدات مختلفة. وجهة نظر كهذه تفترض أيضا ان الافكار مرتبطة بطبيعتها بالأشخاص – منتجون لهذه الأفكار، حاملون، وسيطون، جمهور – الذين ينتمون لمساق، لمهنة، لتيار فكري، لطبقة اجتماعية، لدين أو لأمة معينة.
التفكير بالمعرفة من وجهة نظر "طبيعتها المتنقلة" تستدعي أسئلة كثيرة: ما الذي يتم تمريره خلال التنقل؟ (مشاكل، أفكار، أجسام، خطابات، تقنيات، نماذج، مؤسسات أو سياقات)، كيف تؤثر الهوية الشخصية أو الهويات الجماعية على تنقل المعرفة؟ وكيف تتأثر هذه الهويات بذاتها من تنقل المعرفة المرافقة لهن؟ كيف يغير التنقل حدود المجالات العلمية المختلفة والمعرفة، أو برؤيا أوسع الـ -globus intellectualis? وكيف يتم صياغة المعرفة الرسمية خلال التنقل من سياق الى آخر؟
على مستوى آخر، التأمل بالمعرفة المتنقلة تستدعي اسئلة جديدة والتي تلامس طبيعة ومعنى عملية التنقل: هل التنقل معناه الاستنساخ، الاستحواذ، التبني أو تحويله الى محلي؟ هل هناك قواسم مشتركة للتنقل في الزمان والمكان والتي من الممكن ان تشكل الأساس لفهم المعرفة في المجالات العلمية المختلفة؟ ما هي حدود التحولات التي تحدث نتيجة التنقل: بأية مرحلة تنتهي التحولات ويولد شيء مختلف أو جديد؟
البرنامج "المعرفة بالتنقل" يريد ان يكشف التداعيات المعرفية للتنقل وان يصنف المعاني السياسية، الاجتماعية والدينية لحركة المعرفة. كنقطة انطلاق للنقاش تتركز المجموعة بمجموعة من الحالات التاريخية الحديثة في أوروبا والشرق الأوسط. من خلال البحث التاريخي-النقدي، البرنامج يحاول ان يتفحص من جديد الارث الفكري للعصر الحديث المبكر كنتيجة لتنقل المثقفين، الأفكار، المخطوطات، الأدوات والتخصصات اللغوية. البرنامج يعمل على صياغة روايات تاريخية حول اصول المعرفة، القومية والفكر الليبرالي وحول عمليات العلمنة.
***
المعجم للفكر السياسي: موسوعة طور النشوء
مجموعة المعجم السياسي تبحث في مصطلحات مركزية في الفكر السياسي وتبادر لكتابة مقالات خلاقة في المجال. مجموعة المصطلحات التي ستتجمع بشكل تدريجي ستشمل مصطلحات تقليدية المأخوذة من مجال الفلسفة السياسية، مصطلحات مستوردة من مجالات اخرى ومصطلحات التي تغلغلت من التجارب اليومية أو تم استخلاصها من التاريخ السياسي المحلي أو تم خلقها ليتم وصف ظواهر جديدة. من خلال توضيح واعادة تعريف هذه المصطلحات، المجموعة تريد توسيع حدود التفكير النظري وفي ذات الوقت اضاءة الشروط السياسية الحالية. اختيار المصطلحات والطرق التي يتم غزل وتشبيك المصطلحات مع بعضها البعض خلال عملية خلق لخطابات متناسقة، هي احد مجالات النشاط المركزية للمجموعة.
على خلفية العلاقات بين القوة، دولة، سوق ودين في زماننا وعلى ضوء المواجهات الجديدة المتعلقة بها، مشروع المعجم يصبو الى وضع مجموعة من الأسئلة الأساسية عن ماهية الحكم وحدود الفعل السياسي، عن العلاقات المتبادلة بين أجهزة الدولة والسوق، عن اللاهوت السياسي والسياسة الدينية، عن مؤسسة المواطنة والتفريق بين المواطن وغير المواطن، عن النظام السياسي العالمي وطرق التحكم الجديدة والتي تتطور من داخله. لهذه النقاشات هناك أهمية خاصة في اسرائيل، والتي تأسيسها لم يرتكز على تقاليد ثابتة وقوية من الفكر السياسي أو القانون الدستوري والتي لا يتواجد داخلها تقريبا فكر نقدي حول أسئلة وفرضيات سياسية أساسية. البحث ضمن مجموعة المعجم يتغذى من التأمل "بالوضع الإسرائيلي" ويحاول ان يجد آثار هذا الوضع في الفكر النظري. بالاضافة الى ذلك، فان الفكر النظري لا يقتصر على اسرائيل وانما أيضا موجه الى جمهور مخاطب عالمي والذي يعمل على الفكر السياسي-النقدي.
البحث في المشروع موجه عن طريق العودة الى السؤال الفلسفي الأقدم وهو: ما هو X؟ والذي يضع في الامتحان التوقعات والأطر النظرية المقبولة. البحث المعجمي لا يطلب تعريفات مستحدثة وملخصة لتاريخ استعمال المصطلح موضوع البحث. والبحث لا يصبو الى انهاء النقاش حوله، بل بالعكس، المجموعة تشجع إجابات جديدة وخلاقة وتشجع تعدد وجهات النظر والتصادمات التفسيرية، كما انها تعمل على تعويم الاختلافات الثقافية وبين مجالات البحث المختلفة على السطح. هذا النقاش يقام ضمن الوعي ان كل محاولة لاضاءة مصطلح معين تتوجب ضمه الى مجموعة من المصطلحات المتداخلة مع بعضها البعض في ذات الخطاب أو في خطابات مختلفة، التعريف (المتجدد) هدفه وضع هذا التداخل كمشكلة ولمناقشته بشكل نقدي.
اطار السؤال ما هو X؟ هو القاسم المشترك الذي يضم جميع الأبحاث الفردية والتي سيقوم المشروع بالمبادرة اليها ويجمعها معاً. القاسم المشترك للمضمون الوحيد هو الزاوية السياسية المعطاة لكل واحد من المصطلحات المختلفة والتي سيتم عرضها وتوضيحها والتي من المفروض ان التعريف المعجمي سيقوم بإبرازها. مع ذلك، المشروع لا يفترض نظرة واحدة للسياسي ولا يقوم بفرض نظرة كهذه: مكنون السياسي من المفروض ان يظهر كل مرة من جديد، بشكل ضمني وبشكل واضح، خلال عرض المصطلح ومن خلال العلاقات التي تنسج بين التعريفات المختلفة.
للمشروع قناتا عرض: سلسلة مؤتمرات ومجلة علمية. للمؤتمرات التي تقام مرتين في السنة، يتم دعوة باحثين من كل اتجاهات العلوم الانسانية والاجتماعية والذين يكون لهم اهتمام بالتفكير من جديد بمصطلحات اساسية في مجالاتهم ولهم اهتمام كذلك في البعد السياسي لهذه المصطلحات. المقالات التي يتم عرضها في المؤتمرات يتم تقديمها ونشرها في المجلة العلمية "مفتيح" (مفتاح) والتي هي مجلة أكاديمية يتم نشرها على الشبكة العنكبوتية ويصدر منها عددان سنويا ويتم صياغة هذه المجلة كمعجم في طور النشوء.
المقالات التي تقدم لمجلة "مفتيح" تمر بعملية تقييم أكاديمية كما هو متبع في العالم الأكاديمي. مجموعة من طلاب اللقب الثاني هم اللذين يقومون بتحرير المجلة. العدد الأول من المجلة تم نشره في كانون الثاني/يناير 2010.
تتبع لمشروع المعجم عدد من المجموعات البحثية:
المجموعة البحثية حول الاقتصاد السياسي، بقيادة د. نوعم يارون. المجموعة تبحث الصورة الحالية والخاصة للاقتصاد في مجتمعنا المعاصر. المجموعة تقوم بتتبع المصطلحات السياسية في كتابات الاقتصاديين المعاصرين وتقوم بتوضيح هذه المصطلحات بشكل نقدي. هذا النشاط يعتبر بمثابة خطوة ابتدائية وضرورية من أجل بناء متجدد للمصطلحات في مجال الاقتصاد السياسي على ضوء ابتعاد التنظير النقدي في الاجيال الأخيرة عن التداول بموضوع الاقتصاد.
فوتو-لكسيك، هي مجموعة بحثية عالمية بقيادة د. روتي غينسبورغ. أكثر من نصف أعضاء المجموعة ليسوا اسرائيليين، وهي تعمل بالاساس عن طريق الانترنت. المجموعة تبحث وتطور مصطلحات متعلقة بالتصوير، كشكل وكممارسة، مع التركيز على الأشكال التي من خلالها الأشخاص – المصوِرون، المصوَرون والمشاهدون – يستعملون التصوير. التصوير يفهم في هذا السياق كأداة ممكنة للسيطرة والحكم وكذلك كممارسة مدنية والتي تتحدى القوة السيادية وتشوش مجال الرؤية للنظام. من خلال بحث التصوير كصورة للتواجد معا، المجموعة تقوم بالتفكير من جديد بالمصطلحات المركزية في الفلسفة السياسية من وجهة نظر المحكومين.
مجموعة بحثية للتفكير السياسي والفلسفي حول الحيز، بقيادة أريئيل هندل. المجموعة كانت فعالة في الأعوام 2009 – 2013، وقامت ببحث وتطوير مصطلحات المرتبطة بالتشكيل السياسي للحيز والأبعاد الحيّزية/المكانية للسياسي. هدف المجموعة كان التفكير من جديد بالحيز ليس فقط كموضوع للبحث وكجزء من السياسي لكن أيضا كأداة بحثية التي من الممكن ان تثري فهمنا للموضوع السياسي وللحقل السياسي.
***
نعيش معاً
المجموعة البحثية "نعيش معا" والتي بدأت عملها في فبراير/شباط 2010 تعمل على اثراء التعامل مع طرق التعاون الاجتماعي، المدني والمشاركة السياسية. من أجل تطوير طرق تفكير جديدة حول أسئلة المشاركة السياسية، أعضاء المجموعة يحاولون خلق حيز لثروة لغوية جديدة والتي من الممكن ان تحتوي على طرق تفكير جديدة وفريدة حول المصطلحات في عمق مسألة المشاركة السياسية، مثل المواطنة، الصداقة والمحبة، التضامن، الجيرة والاصلانية، مجموعة سكانية والمجتمع المدني، الخصوصية والحيز العام.
المشروع يرتكز على مصادر إسلامية، مسيحية ويهودية – ما قبل حداثية، حداثية وحالية – بمحاولة لتوسيع زوايا النظر الناتجة عن الخلافات بين اللبرالية وبين منتقديها الحاليين.
أعضاء المجموعة هم أصحاب اهتمامات مشتركة ولكنهم يأتون من أقسام مختلفة وذوو خلفيات أكاديمية ومنهجيات بحث مختلفة. الأمر الذي يعطي للمجموعة طبيعتها متعددة التوجهات.
عمل المجموعة يقسم الى 3 مستويات:
- المجموعة تلتقي مرة كل أسبوعين من أجل قراءة ونقاش نصوص مركزية من مجالات مختلفة والمرتبطة بالمواطنة، الحداثة والعلمانية، الحب، الصداقة والاحترام. يوجه النقاش محاولة التفكير بالمشاركة السياسية بواسطة تصنيفات جديدة، والهدف هو اثراء المشاريع البحثية الفردية والخاصة لكل واحد وواحدة من الباحثين والباحثات المشاركين في المجموعة.
- مرة كل شهر يعرض أحد الباحثين بحثه أو جزء منه المتعلق بالمواضيع التي تشغل المجموعة. هدف هذه اللقاءات اعطاء منصة للباحثين خلال عملهم على بحثهم، مقابل جمهور مساند والذي يمكنه ان يعطي وجهات نظر مختلفة حول البحث. المشاريع الشخصية للباحثين أعضاء المجموعة ممولة بجزء منها من خلال منحة مقدمة من "مركز مينيرفا للآداب". كذلك يساعد المركز الباحثين على ايجاد مصادر تمويل أخرى وامكانيات لنشر أبحاثهم.
- بالاضافة الى النشاط الجاري للمجموعة، يقوم أعضاء المجموعة بالمبادرة الى مؤتمرات وأيام دراسية في مواضيع مختلفة والموجهة الى جمهور الاكاديميين وكذلك الى الجمهور المثقف الواسع. الهدف هو تمكين الباحثين الشباب من المرور في تجربة تنظيم الايام الدراسية والمؤتمرات والتعرف على باحثين آخرين من ذات مجال البحث وعرض أبحاثهم أمام الجمهور الواسع.
المجموعة تشجع نشوء وتطور مجموعات جديدة بقيادة أعضاء من المجموعة الأم، وتقوم هذه المجموعات ببحث مواضيع ذات نقاط تماس مع المواضيع المركزية التي يتم بحثها في المجموعة الأم. خلال العام الأخير تم بناء مجموعة واحدة بقيادة د. أحمد اغبارية والتي تبحث نصوص ذات صلة في الاسلام السياسي المعاصر.
***
العلوم الانسانية وأزمات العولمة: الزاوية الشرق أوسطية
هو مشروع مشترك بين مركز مينيرفا للآداب وبين معهد كوهن. المشروع يستغل وجوده ضمن الشرق الأوسط من أجل بحث الأشكال القديمة والجديدة لصقل الهوية والوعي ودورهم بتشكيل ذاكرة جماعية وهويات مجموعية (وبين المجموعات).
هدفنا المركزي هو التفكير من جديد حول الطرق التي يتم خلق وتغيير الهويات المختلفة (الدينية، القومية، الاقليمية)، وكيف يتم وضعها الواحدة الى جانب الأخرى، كيف يتم تجنيدها أو استغلالها بطرق مختلفة وبسياقات مختلفة. ومن خلال ذلك نهدف الى وضع علامة استفهام حول التقاطبات المصطلحية والتناقضات الجامدة بين الهويات المختلفة وبين الاستعمالات المختلفة لها.
نحن نعتقد ان بحثنا هو خاص وفريد من نوعه بعدة مفاهيم. من جهة، نحن نحاول ان نتحدى عدة مصطلحات مهيمنة من خلال تبني زوايا نظر "هامشية" ومن خلال نقل الهامشي والحدودي الى المركز. نحن نحاول ان نبحث المجتمع، الثقافة والسياسة الاسرائيلية من وجهة نظر الفلسطينيين في اسرائيل، وفي ذات الوقت، نحن نحاول بحث التاريخ والثقافة في الشرق الأوسط من وجهة نظر المجموعات السكانية اليهودية في المنطقة. هذا البحث المزدوج يضع المواقف والأفكار الروتينية والمقبولة تحت طائلة علامة الاستفهام، الأمر الذي يمكن تركيز الانتباه بشكل أكبر على عمليات الترجمة والتبادل الفكري والديني. هكذا نستطيع التفكير من جديد حول التصنيفات مثل: اصلانية، مهجر، غربة، غياب البيت، الوحدة، السيادة واقتراح تصنيفات جديدة مثل: ضيافة، أخوة وتضامن. على سبيل المثال، نحن نحاول بحث كيف ان تواجد الفلسطينيين في اسرائيل يشوش أو يؤثر على فهم اسرائيل لذاتها، والاشكال التي يمكن لتواجد اليهود في الشرق الأوسط من ان تخلق تشويش أو تأثير على الطبيعة العربية والاسلامية للمنطقة. نحن نعتقد ان هذه التشويشات المتبادلة من الممكن ان تشكل أرضية مثمرة للبحث والتغيير، في الواقع البحثي وكذلك في الواقع الاجتماعي والسياسي في الشرق الأوسط.
من الجهة الأخرى، المشروع يحاول الدمج بين زوايا نظر معاصرة وبين زوايا نظر تاريخية وإظهار من خلال هذا الدمج الطرق التي يتم من خلالها صياغة الحاضر من قبل الماضي وكذلك وفي ذات الوقت يتم صياغة الماضي من خلال الحاضر. الانتباه الى هذه الحركة المزدوجة للزمان ستمكننا من وضع علامات استفهام حول قوالب خلق الهويات في المجموعات المختلفة. من خلال التنقل بين مجالات جغرافية ومن خلال الحركة الى الأمام والى الخلف في الزمن ومن خلال تقليص الفروق بين النظرية والتطبيق، نرجو ان نتغلب على صلابة المصطلحات القديمة، وعلى الأفكار المسبقة المتحصنة وفتح الطريق لأفكار جديدة، ولبرامج أبحاث جديدة ولبرامج تعليمية جديدة.
احد المواضيع الأساسية والذي نريد ان نبحثه وان نضعه في الامتحان هو تقسيم المساقات النموذجي في الأكاديمية الاسرائيلية.
الاكاديمية الاسرائيلية مبنية، من خلال بنيتها التحتية الأساسية، على اطار مصطلحي أوروبي، والتي بها "دراسة اليهودية" تم خلقها من جديد كمساق قوي المرتبط بعلاقات مركبة مع مجموعة من المجالات التعليمية التي تعنى "بالشرق" من جهة، والمجالات التعليمية "العامة"، أي الأوروبية، من جهة أخرى. جميع هذه الأمور مجتمعة خلقت حالة بحيث ان الموارد الانسانية والفكرية الغنية المتواجدة في الأكاديمية الاسرائيلية يتم فصلها وترتيبها في مساقات مغلقة ومنفصلة بعضها عن بعض. المنظومة الاسرائيلية من المساقات والمواضيع التعليمية المفصولة بشكل كامل تخلق ذات الفصل الموجود في منظومة التربية والتعليم الاسرائيلية من الروضات، الى المدارس الابتدائية والثانوية وحتى جهاز التعليم العالي. جميع هذه المؤسسات تنتج فصل مؤسساتي بحسب الانتماء العرقي، الديني والثقافي. احد أهداف المشروع هو انتاج عدة استراتيجيات التي من الممكن ان تشكل القاعدة لبرنامج تعليمي ولبرنامج أكاديمي آخر في العلوم الانسانية في اسرائيل، برامج التي من الممكن ان تكون ذات فاعلية في خلق تغيير اجتماعي.